معا على خطى الجنة
عدد المساهمات : 235 نقاط : 425 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: في قول : لعنة الله عليه الخميس مارس 25, 2010 6:29 am | |
| السلام عليكم إخوتي الكرام
أخطر آفات السلوك التسرع و الإندفاع في الحكم على الآخرين ، و أن ننصب من أنفسنا قضاة نحكم باستحقاق هذا أو ذاك رحمة الله أو لعنته ، و المتأمل يجد أن مجافاة الإسلام لهذه الآفة تنبع من منافاتها لطبيعة الإيمان الصادق الذي من أخص خصائصه الرفق بالخلق ، فالمؤمن قلبه معلق بالله يرتشف من رحيق رحمته ما يرحم به الآخرين ، ومن عذب رأفته و عطفه ما يبر به من حوله و بهذا ينسجم الإيمان مع كل معاني الرفق و العطف و ينفر من كل غلظة و فظاظة و جحود . و اللعنة بمعناها الشامل المتضمن الطرد من رحم الله تعالى تمثل أحد مظاهر هذا الإندفاع المذموم الذي تصدى في منهجه التربوي بالعديد من المناهي و التوجيهات فيقول له النبي - إني لم أبعث لعانا و إنما بعثت رحمة -.-ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء-.-لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا-.-لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه و لا بالنار - أي لا تدعوا على الناس بما يبعدهم الله من رحمته إما صريحا كما تقولون :-لعنة الله عليه -أو كناية كما تقولون :-لا تلاعنوا - من باب عموم - غضب الله عليه - أو- أدخله الله النار - و قول المجاز لأنه في بعض أفراده حقيقة و في بعضها مجاز و هذا مختص بمعين ، لأنه يجوز اللعن بالوصف الأعم و الأخص كلعن الكافرين و بالأخص كلعن اليهود و المصورين و الكافر المعين الذي مات على الكفر كفرعون و أبي جهل و لعل في هذه الكثرة من الأحاديث النبوية ما يؤكد على خطورة أمر اللعنة , و ضرر المجازفة الحمقاء في طرد الآخرين من رحمة الله تعالى في غرس معاني الكره و النفرة في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه المجتمع الإيماني متمسكا برباط المودة و الحب ، أفراده كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .
أتمنى من صميم قلبي أن يستفيد الجميع
في إنتظار ردودكم
| |
|