قال رجل-- بينما انا جالس في منزلي صبيحة يوم اذ دخل علي صياد يحمل شبكة فيها سمكة كبيرة فعرضها علي فلم اساومه بل نقدته الثمن الذي اراده فاخذه شاكرا مهللا وقال --جعلك الله سعيدا في نفسك كما جعلك سعيدا في مالك .ففرحت بهذا الدعاء وقلت--يارجل !وهل توجد سعادة غير سعادة المال ?فابتسم وقال --لو كانت السعادة في المال لكنت اشقى الناس لانني افقر الناس.قلت--وهل تعد نفسك سعيدا?قال --نعم لانني قانع برزقي مغتبط بعيشي لا احزن على فائت ولا تذهب نفسي حسرة وراء مطمع من لمطامع .فمن اي باب يخلص الشقاء الى قلبي ? قلت --ايها الرجل كيف تعد نفسك سعيدا وانت حاف غير منتعل وعار الا من الاسمال البالية ?قال--ان كانت السعادة عندكم امرا وراء ذلك فانا لا افهمها انني لا اجد اصحاب هذه لمناظر قد نالوا من السعادة بوجدانها اكثر مما نلته بفقدانها وان كان لا بد من امتناع النظر فحسبي ان احمل شبكتي كل مطلع فجر واذهب الى شاطىء النهر فارى منظر السماء والماء والمروج الخضراء فما هي الا لفتة الجيد فيطلع قرص الشمس فاذا تجلى هذا المنظر امام عيني يتخلله سكون الطبيعة وهدوءها .القيت شبكتي واستغرقت في احلامي حتى اشعر بجذبة قوية في يدي فانتبه فاذا السمك في الشبكة يضطرب فاذا اخذت منه كفاف يومي عدت وبعته فاذا ادبر التهار رجعت الى بيتي فيعتنقني ولدي وتبش في وجهي زوجتي فاقضي بالصلاة حق ربي كما قضيت بالسعي حق عيالي وانام نومة هادئة لا احتاج معها الى ديباج وحرير او مهد وثير فانا بذلك اروح الناس بالا ولو كنت اقلهم مالا .فقال الرجل --اكبرت الرجل في نفسي كل الاكبار اعجبت بصفاء ذهنه وحسدته على قناعته واقتناعه بسعادة نفسه
ارجو من الاصدقاء الانفعال في هذا الموضوع
وارجو منكم ان تستخلصوا العبرة