نظر إلى فأطال النظر و طال الصمت بينى و بينه .. إلى متى يا أبى ..؟
لم أجد منه رد يشفع لى ذنبى .. و ماذا أفعل يا أبى فى دنيا تقيدنا بسلاسل من نار و ثلج ..
لقد قلت لى فيما مضى أنه يجب أن أشق طريقى وحدى .. و يجب أن أبتعد عنك لكى
أعتمد على ذاتى و نفسى .. مرة أخرى لا رد .. و لكن هذه المرة دمعة تترقرق فى عيونك يا ابى ..
و دمعة أخرى ترقص على أعتاب عيونى .. و يا لوعة المشتاق للحنين ..
أبى أفتح لى صدرك الدافئ لكى أسكن فتسكن الظنون شط الربيع ..
أبى لا تترك الهم يفترسنى فما كنت يوما قاسياً أو جبروتاً ..
أبى .. دع عنك آلام المرض و ضم كفى لكفك يكفف الدمع كفى .. و كفى بالله دمع
.لا تريد أن تنظر الى عينى .. و هى التى تشبه لون عيونك و جفونك ..
ألا تريد أن تنظر إلى شبابك فى شبابى .. أبى .. بالله لا تبتعد عنى و أنت راقد أمامى ..
أشعر أن المسافات بيننا تقاس بالملايين و المليارات ... و ما كنت يوما بغريب الدار ..
أبى أبتسم فقد عدت من جديد و أنا أحمل مفاتيح الأرض أطنانا ً ..
أبى قم فقل للكون أن هذا الواقف أمامك هو فلذة كبدك و طعم حرمانك ..
أبى .. لا يوجد فى الدنيا مكان يسعنى غير صدرك .. و لا طرب أكثر من ألحان أسمك ..
أبتاه .. اليوم أنت أمامى و لكن بينى و بينك جدار .. بالله دعه ينهار .. لقد كنت أبن عاق فيما مضى ..
و لكن الأن أنا .. أبنك ,دع عنك الآه و دعنى أقولها أنا .. فيا سقمٌ من بعدك يا نعيم الحياة ..
يا سجاد الصلاة .. يا أذان المسجد .. يا أمام الصلاة .. أبى أمتدت الدماء فى عروقى و شرايينى
تسبقنى و كلها لهفة للمسة و همسة و رعشة من أنامل يدك الأمينة ..
المأمونة .. اليتيمة .. أبى بالله عليك رد على النداء .. فلم يعد فى الدنيا كلها صوت أغلى من صوتك ..
و أرتفع اذان الفجر .. و جمعت أنت نفسك من حولى و رحلت .. و لم تدع لى الفرصة حتى لكى أقول كلمة وداع .
. و حقيبة سفرى لا تزال ثقيلة .. و أنت تسافر بروحك لا بالجسد ..
و تتركنى أنتظر أبنى لكى يحملنى على كتفه ..
و هل سيكون على سفر أم سأكون أنا على سفر .؟
اه والف اه على لوعة فراقك يا ابي